كيف تنشئ عملاً ثابتاً في العالم العربي


إذا كنت ملماً بالعالم العربي، أو عشت حياتك كلها في العالم العربي، فمن المحتمل أنك تعرف أن ممارسة أي عمل في هذا الجزء من العالم هو خط رفيع بين العادات والعملاء! حيث أن كل يوم يشكل تحدياً جديداً في سعيك لتسير أعمال مربحة وفي نفس الوقت المحافظة على التقاليد في منطقتك. هناك ستجد عدداً من البصائر المفيدة حول كيفية بناء أعمال مهنية بينما تحتفظ في نفس الوقت باحترام للتقاليد والثقافة التي تجد نفسك في خضمها. 


ماذا تعني "مهني"؟

في البداية يجب علينا فهم معنى كلمة "مهني": هو الشخص المنخرط أو المؤهل في مهنة. عندما تكون مهنياً، فإنك على إطلاع بمهنتك، وتسعى جاهداً لتعلم أشياء جديدة وإخضاع نفسك لأعلى المستويات في التفاعلات الخاصة بمجال أعمالك.


المهنية في الممارسة

إذا حصل أن دخلت يوماً ما في محل أو مطعم ورحب بك موظفين ودودين، وكانت البيئة نظيفة وتمت الإجابة على أسئلتك بصورة مرضية، فإنك بالطبع ستكون سعيداً بتجربتك هذه. كل هذه العوامل بالإضافة إلى الود، معرفة المهنة والنظافة تنم عن جو مهني. من المحتمل أن ترجع مرة أخرى إلى نفس المحل أو المطعم وربما ستخبر عائلتك وأصدقائك بذلك. من ناحية أخرى، إذا دخلت في محل لم يكن موظفيه ودودين وتم تجاهلك فمن المحتمل أن لا تقيم هذا المحل بأنه مرضي أو مهني. و من المحتمل أن تكون قد كونت فكرة في ذهنك أن لا ترجع مرة أخرى إلى هذا المكان وبينما تحدث عائلتك وأصدقائك عنه، فإن الأشياء التي تقولها عنه سوف لن تشجع التزكية به. الآن، ضع هذه الخبرات عملياً في مجال عملك. إن الخبرة التي تعرضها لعملائك هي التي تجعلهم يرجعون لك مرة أخرى (أو لا يرجعون). وأنك ترغب في إضافة صبغة "مهنية" على أعمالك، لذا فإن هذه الصبغة هي التي تفصل بينك وبين منافسيك. 

 

الجذب ليس كافياً

إذا كان لديك أعمال، يجب عليك القيام بما هو أكثر من جذب عملائك لشراء منتجك أو الاستفادة من خدمتك. فلنفترض جدلاً أن الشخصية الساحرة سوف تساعد في هذه العملية لكنك لا تبني أعمالك على الجذب لأن ذلك سوف لن يدوم طويلاً. يجب عليك عرض الجوهر خلف هذا السحر. إذا كانت تبني أعمالك فقط على وعود جوفاء، فإنك سوف لن تصمد طويلاً، عليك أن تكون حذراً جداً. 


التعامل مع العادات والعملاء

بشكل عام في العالم العربي، أنت لا تتعامل فقط مع العملاء لكن أيضاً مع العادات. هناك خط رفيع يجب عليك تبنيه عند التعامل مع العملاء (الزبائن). وحيث أن العالم العربي شديد التنوع، فإنه من الصعوبة بمكان وصف صيغة للتعامل مع عملائك. غير أنه إذا كانت أعمالك مبنية على التعامل المباشر (من شخص لشخص) ويتم ذلك على أساس يومي، فإنه يتعين عليك تعلم كيفية اكتشاف شخصيات معينة. بصورة عامة، تقع هذه الشخصيات ضمن ثلاثة فئات: المحافظة والمعتدلة والمتحررة (الليبرالية). إن تصرفك تجاهها يعتمد على عميلك والإحساس العام تجاه العادات والتقاليد الممارسة في منطقتك الخاصة. تأكد من فهمك للسلوك المقبول والسلوك غير المقبول. إن إحراجك أو الإساءة لعميل يمكن أن لا يؤدي فقط إلى فقدان المبيعات فحسب ولكن قد يقود أيضاً إلى قضايا كبيرة. تصرف بسلامة بتبني نبرة مهنية و ودودة ومنسجمة مع العادات.


التأكيد على خدمة العملاء

إذا رغبت في أن تنجح في العالم العربي أو في أي مكان آخر في العالم، عليك تقديم خدمة عملاء ممتازة. نادرة تلك الأعمال التي تستوفي بإخلاص احتياجات عملائها ولا تتخلى عنهم بعد عملية البيع. فكر في نفسك، متى اشتريت شيئاً بسبب أنك ترغبه أو محتاج له من ناحية، ومن ناحية أخرى بسبب أنك فقط تود أن تخوض تجربة رائعة داخل نطاق الأعمال الفعلي؟ وجود خدمة عملاء فائقة يجعل من السهل للعميل أن ينفق ماله بغض النظر عن أينما كنت في العالم. قم بتقييم موقف أعمالك فيما يتعلق بخدمة العملاء حالياً وكيفية تطوريها. أبدأ بتنفيذ التغييرات فوراً وستجد أن مجمل الإحساس بأعمالك قد تغير أيضاً.


التفاعل من العملاء بعد البيع

بعد إتمام البيع، كن حذراً في معاملتك للعميل الذي يرجع مبدياً بعض الملاحظات أو مقدماً شكوى. هنا سوف يظهر الفرق بين المؤسسة المهنية وتلك غير المهنية. سيرجع العميل مرة أخرى إذا شعر بأنه يعامل باحترام وأن مشترياته تحظى بالتثمين. إن الفشل في التفاعل بإيجابية مع العملاء يمكن أن يؤدي إلى فقد مبيعات فورية ومستقبلية. تأكد من قدرة على تحديد احتياجات العميل. تحدث معهم حول همومهم وابتكر حلاً لمشاكلهم الخاصة. إن الاحتفاظ بعميلك سعيداً سوف يحسن من فرصك في تكرار الزيارة وتزكية أعمالك.


 سياسة إعادة النقود/ إرجاع السلعة

وضع سياسة إرجاع سلع محددة بوضوح يساعد العميل في الشراء بثقة. في كثير من الأحيان، يتم إغفال هذا الإجراء في العديد من البلدان العربية. هناك فكرة سائدة بأن "كل المبيعات نهائية" ويظهر هذا جلياً في محلات الأعمال الصغيرة. وما لم تكن شركة رئيسية، فإن سياسات إرجاع السلع غير موجودة! أعرض على عملائك الثقة في معرفة أن بإمكانهم إرجاع سلعة ما خلال وقت معقول إذا لم يكونوا راضين عنها. هذه ممارسة شائعة بالنسبة للماركات الشهيرة لكن الأعمال الصغيرة تمانع في تبني هذه الممارسة. حاول ذلك مع عملائك وقس نجاحها ومدى جدواها للأعمال.


عودة للمدونة