توقيع العقود والوفاء بالوعود



يعتبر توقيع العقود وعقد الصفقات جزءاً من حياتك اليومية. لقد وقعت عقداً عندما تلقيت قرضاً لشقتك أو سيارتك الجديدة. حين تعقد صفقات شفهية مع عائلتك ومعارفك المهنيين. هل كم مرة توقفت وفكرت بجدية ماذا تتضمن الصفقة سواء كتابية أو شفهية؟ هل هناك شخص يحترم الكلمات التي تلقيها أو العقود التي توقعها أم أنك تعتقد بأن ذلك أمراً لا يجدر الالتفات إليه؟ إن التوقيع الذي تستخدمه كل يوم يحمل الكثير من الثقل والمصداقية، واصل القراءة لهذا المقال لتعرف قيمة هذا التوقيع.


ماذا تفعل قبل توقيع عقد ما؟

مطلقاً لا تفترض أن الشركة أو الشخص الذي توقع معه العقود يضع أولوية لمصلحتك. مهما تود أن يكون هذا هو الحال، إلا أنه في الواقع يبحث الناس والشركات عن مصلحتهم الخاصة. لذا يعتبر قراءة العقد قبل التوقيع ضرورياً. إذا لم تكن تعرف ماذا ستوقع، فإنك أساساً تبدي وعوداً فارغة بأنك حتى غير مدرك بما يدور. هل تتجرأ يوماً عبور تقاطع مزدحم وأنت معصب العينين؟ بالطبع لا، بالضبط هو ما تفعله عندما توقع على عقد بدون قراءة أولاً ما هو مكتوب.


ينفر معظم الناس من العقد وذلك بتخوفهم من اللغة المعقدة، أو أنهم يشعرون بأنهم تحت ضغط للتوقيع فوراً. يجب عليك إدراك تماماً أنك غير ملزم بتوقيع عقد لا تفهمه أو لا تشعر بالارتياح حياله. خذ العقد معك إلى البيت وأقرأه وأسأل إذا كانت لديك أسئلة وأطلب تعديلات إن أمكن ذلك. سيزودك هذا بثقة بأنك تفهم بالفعل ما توقعه وأنك تستطيع الآن دعم توقعيك.


لا توقع عقداً إذا لم تكن جاهزاً

في كثير من الأحيان، يشعر الشخص الذي يشعر بأنه قد دفع على عجل لشراء منزل أو سيارة أو اتخذ قرارات مالية أخرى بأنه قد أُستعجل لتوقيع اتفاقية حتى ينتهي الأمر. في كثير من الأحيان يكون شعور بأن هناك إحساس بالعجلة. عليك تذكر أنه حالما تقرأ العقد، يكون لديك خيار رفض العرض. إذا لم تكن مقتنعاً بالشروط، أبحث عن أعمال أو شركة أخرى يمكن أن تفي باحتياجاتك. 


الفرق بين العقد الشفهي والعقد المكتوب

يقول صمويل جولدوين: "العقد الشفهي لا يساوي قيمة الورقة التي كتب عليها".


العقد المكتوب هو ورقة محسوسة توضح كافة تفاصيل الاتفاقية. إذا حصل أن نسيت واجباتك، أو واجبات الطرف الآخر، باستطاعتك دائماً الرجوع إلى الاتفاقية المكتوبة. يساعدك هذا على إبقاء كلا الطرفين مسئولاً عن دورة المتفق عليه. وبينما يعتبر العقد الشهفي تبادلاً لفظياً بين الطرفين على اتفاقية متبادلة، فإنك رغم ذلك تظل مقيداً بالاتفاقية.  وعلى الرغم من أنه ليس لديك برهان كتابي لكن في الدوائر المختلفة يعتبر من التوافق المهني أن تلتزم وتفي بكلمتك.  غير أنه يجب ملاحظة أن الاقتباس أعلاه "العقد الشفهي لا يساوي قيمة الورقة التي كتب عليها" يعني أنه لا يساوي شيئاً. إذا نشب خلاف بين وبين الطرف الآخر، بالتأكيد ليس هناك طريقة لإثبات ماهية الاتفاقية في المقام الأول. وبينما بوسعك ضمان مشاركتك في تنفيذ الاتفاقية، إلا أنك لا تستطيع ضمان أن الطرف الآخر سيفي بوعده. دائماً يستحسن أن يكون هناك شيئاً مكتوباً يفصل الاتفاقية. حتى ولو كان مجرد تبادل للبريد الإلكتروني لمذكرة عن الاتفاقية، فإن هذا سيساعد على وقاية الطرفين من سوء الفهم. تذكر أنه حتى أفضل ذاكرة تضمحل مع الزمن، تجنب مثل هذه المخاطر المتعلقة بالاتفاقيات الشفهية واكتب فقط اتفاقيات ثنائية. 


احترم كلمتك

إذا كنت رجل أو (سيدة) أعمال، خصوصاً في العالم العربي، فإنكم على إدراك بالاتفاقيات الشفهية في معظم الأوقات. وبقدر ما تحاول الاحتفاظ بعقود كتابة لكافة صفقات أعمالك، إلا أن الأعراف المعتادة في كثير من الأحيان لا تسمح بهذه الرسميات. إذا وجدت نفسك في مثل هذا الموقف، يجب عليك فهم المسئوليات التي تترتب على مثل هذه الاتفاقية. فكثيراً ما تبني كلمتك سمعتك. هل أنت شخصاً يأخذ كلمته على محمل الجد؟ على سبيل المثال، إذا كنت تدير أعمال مقاولات وتبيع منتجات. كم مرة نفذت عملك في التاريخ الذي وعدت به العميل؟ كم مرة أخفقت في التقيد بالموعد المحدد للتسليم؟ في كل مرة تفعل ذلك، فإنك تنقص تدريجياً من نظرة العميل لك. إنك تجازف بسمعتك الشخصية وسمعة أعمالك.


آداب المهنة

في كثير من الأحيان ومع عجلة الأعمال وتسارعها قد تنسى أن هناك آداباً للمهنة عليك التقيد بها. نعم، هناك مثل هذا القانون، وهناك الكثير من قواعد المهنة كلما التزمت بها كلما كانت أعمالك أفضل وبناء أساس متين لأعمالك. تذكر أنه بمثلما تحافظ على النزاهة في العقود المكتوبة أو الشفهية، فإنك تكون مسئولاً أيضاً في مجالات أخرى: القيادة، إيصال نظام القيم الأصيلة لفريقك وتشجيع تحقيق رضا العملاء. ستؤمن كل هذه القيم من خلال أن تكون قدوة يحتذى بها والإيفاء بكلمتك وتنفيذ عقودك.


الخيار متروك لك

لا تنمو الأعمال فقط بسبب خطة راسخة، لكن ستحتاج إلى شخصية أخلاقية لتفعيل النجاح. ويعني هذا فهم اتفاقيتك وتنفيذها بغض النظر عن عما إذا كانت كتابية أو شفهية. خلاف ذلك، فإنك تخاطر بفقدان الثقة مع عملائك مع وصم سمعتك تباعاً. من ناحية أخرى، فإن تطوير شخصية مستقرة والمحافظة على وعودك سيكسب سمعة متينة وتنال ثقة الناس. تذكر أن الأفراد والأعمال والشركات غالباً ما ترغب في الدخول في أعمال مع الذين يثقون بهم.



عودة للمدونة