كيف تتحول من النمط الأكاديمي إلى نمط الأعمال



بالتأكيد الحياة الطلابية ممتعة. حيث يجب عليك التعامل مع ضغط بعدك عن البيت، و لربما تكون في بلد أجنبي عندما تكون مبتعثاً، لكنها على الرغم من ذلك تجربة مثيرة. وتتمثل مسئولياتك التي يجب التعامل معها في استيفاء مواعيد تقديم المشروع والتقارير دون الحاجة للقلق حول المصاريف الدراسية. وعندما يكون لديك فراغاً في الوقت تستطيع استكشافك المنطقة حولك أو قضاء وقت مع الأصدقاء. الآن وقد انتهت الدراسة، يتعين عليك الآن الإعداد لمواجهة العالم الحقيقي. في العالم الحقيقي، تنتقل من مرحلة "الطالب" إلى مرحلة النضج.


دخول الحياة كمهني

تهانينا لقد اجتزت بنجاح المقابلة والآن حصلت على عمل. ستكون الحياة في مقر العمل مختلفة تماماً عن الحياة الجامعية. قد لا يكون جدولك الزمني مرناً كما هو في الجامعة. لقد كان الأساتذة في الجامعة يساعدونك في إصلاح أخطائك ومعالجة المشاكل. ويوفرون لك حلولاً للعوائق التي قد واجهتها. الآن، كمهني، يتطلع إليك الناس لتزويدهم بالأجوبة. ومن موقعك هذا، تصبح مسئولاً عن جودة العمل الذي تنتجه. ضع فى اعتبارك أنك لست الوحيد الذي يحكم على جودة عملك، لكن أيضاً شخصيتك! ستكون شخصيتك خاضعة للتقييم تماماً مثل عملك. يعني هذا أنه سوف يتم ملاحظة عما إذا كنت تلزم نفسك بالقواعد المهنية أم لا. هنا شرح لمعني آداب المهنة:   


·       يعني هذا أن تواظب على الحضور كل يوم في الموعد المحدد.

·       لا يمكنك إلغاء مواعيدك.

·       إذا وعدت يجب أن تفي بوعدك.

·       يجب أن تقاطع الناس أثناء الحديث.

·       أن تفي بالمواعيد النهائية.

·       أن يكون هندامك نظيفاً وملائماً للأعمال.

·       أن يكون أسلوبك هادئاً ومحترماً.

·       أن تكون منفتحاً للآراء المعارضة وأن تناقش بطريقة مهنية.


آداب المهنة تعني أن تتسم بالكياسة أمام زملائك وفي بيئة العمل التي تعمل فيها. يجب أن تكون محترماً وتتسم بالوقار وأن تعامل الآخرين باحترام. هذه هي طريقة بناء العلاقات المهنية بدقة في بداية حياتك المهنية.

 

من المفيد معرفة ماذا تريد أن تفعل

في كثير من الأحيان يكون الانتقال من الحياة الجامعية إلى الحياة العملية سهلاً عندما تعرف ماذا تريد أن تفعل. من السهل الحصول على مسار تتبعه عندما تكون على إدراك باهتماماتك ورغباتك. هل استكشفت خياراتك عندما كنت في الجامعة؟ إن كان كذلك، وأنت تعرف ماذا تريد في بقية حياتك بشكل عام، فإن هذا مكان مناسب للبحث عن عمل سيفتح لك الأبواب في هذا المجال. تذكر، ربما قد لا تبدأ بوظيفة أحلامك، لكن أبحث عن شيء في نطاق المجال الذي ترغب فيه، أدخل وأعمل بجد. سيساعد العمل باجتهاد واستغلال موهبتك في الانتقال إلى الموقع الذي ترغبه.


غير أنه ليس كل شخص يتخرج من الجامعة يعرف ماذا يريد أن يفعل ببقية حياته، هذا حسن. إذا لم تكن تركز على الحياة المهنية أثناء وجودك في الجامعة، الآن هو الذي يجب أن تبدأ فيه ذلك. إذا لم تجد عملاً بعد التخرج ووجدت أن لديك الكثير من الوقت الفارغ، فإن أسوء شيء تفعله هو أن تركن للخمول وتضييع الوقت. لا يرغب صاحب عمل في شخص يهدر الكثير من الوقت بعد التخرج بدون عمل شيئ، إذا طالت المدة بعد التخرج وظللت بدون عمل، فمن الصعب شرح هذا لصاحب العمل. بدلاً عن ذلك، تعامل مع مهاراتك، قم بإنشاء شبكتك. يمكنك استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مثل لينكدإن ومنصة إكس كبداية. يمكن أن تساعدك هذه المواقع في التواصل مع المهنيين في مجالك. تقاسم المعلومات المفيدة داخل الشبكة وأبدأ تأسيس نفسك كشخص يعرف ماذا يتحدث عنه الآخرين في المجال الذي تسعى للالتحاق به. في كثير من الأحيان، لا يرغب الخريجون في الحصول على عمل بسبب أنه دون توقعاتهم وأدنى من مستوياتهم. هذا سلوك مدمر، إذ أنك لا تمتلك أي خبرة في العالم الحقيقي كما أن العمل أفضل من عدمه. أعتبر أي تجربة هي تجربة لبناء المهارات حتى إذا كانت فقط وظيفة تدريس حيث يتعين عليك الالتزام بجدول مواعيد الحضور اليومي في الوقت المحدد.


كيف تتكيف مع العالم الواقعي

اعتماداً على خبرتك الجامعية، يمكن أن يعد التأقلم مع "العالم الواقعي" بعد التخرج أمراً صعباً (أو سهلاً!). حدد أين تقف. هل خططت جيداً للحياة بعد الجامعة؟ هل لديك عملاً بانتظارك وأنك الآن متكيف بشكل جيد؟ إن كان كذلك فتهانينا! غير أن هناك بعض الأمور الفنية التي يتعين عليك التصدي لها، من شأنها أن تضعك أمام تحديات عاطفية. حيث تشعر بأنك في مكان ما بين مرحلة الشباب وعتبة الرجولة. وتكون توقعات الذي من حولك قد تحولت. والآن الأمر متروك لك في التصرف لوحدك. إذا كان لديك عمل، تأكد من أنك قد وضعت ميزانية لنفقاتك. افتح حساب توفير وأبدأ البناء لمستقبلك، تصرف بمسئولية تجاه الإيرادات. إذا لم تتحصل على عمل بعد، تأكد من أنك تبذل كل ما بوسعك للحصول عليه. استغل مواقع التواصل الاجتماعي أو العلاقات خارج الشبكة. أخبر كذلك عائلتك وأصدقاءك بأنك تبحث عن عمل. ثابر واجتهد وقدم خطوة تلو الأخرى كما يقولون وفي النهاية ستسير كل الأمور على ما يرام. أهم شيئ يجب تذكره هو أن لا تستسلم أبداً.


إذا وجدت صعوبة في التأقلم على حياة بعد الجامعة، لا تخجل من طلب المساعدة. فقط تحدث عن وضعك مع أصدقاءك المقربين أو أحد أساتذتك المهيمن فهم يمكنهم مساعدتك كثيراً في هذا الصدد.


عودة للمدونة